الاثنين، 10 يناير 2011

تجنيد خطير:هنا يكشف الستار عن تمويل مرتزقة السفارات ( أسماء وأرقام )



طفت على السطح مؤخراً ( فقاقيع ) المستغربين ، واعتلت المنابر الإعلامية مرتزقة تحمل أقلامها المسعورة للطعن في الثوابت ما استطاعت ،  تم اختيارها بعناية فائقة ، ثم تم الزج بها إلى مسارح الإعلام  لتؤدي دورها المعد سلفاً ، فأصبحت أداوتاً محلية تُدار وفق أجندة دولية ، حيث سعت سعياً حثيثاً لتقليص هيمنة الإسلام   والسعي  في تغيير ثوابته من خلال نشر مخطط تغريبي مشبوه .

ولاشك أن تعرية هذا الفكر ، والجهات التابعة له  ، و متابعة عمالته للأجندات  التي تخالف دين الأمة وهويتها وثقافتها أمر غاية في الأهمية ،  وبقدر المقدرة على بيان خفايا هذا المسلك الفاسد وتوضيحه لعامة الناس يتحدد موقف  الكثير من المسلمين تجاهه من نبذ ومجافاة .
فعندما نرى حال كُتَّابنا وكاتباتنا الذين لا يألون جهداً   في كتابة عدد من المتناقضات والتي تحمل كلمات متلبسة برداء الثقافة الاجتماعية وتغليبها على الشريعة الربانية  ، حتى أننا عندما نقرأ لهم  نحسب أن الواحد منهم أجهل من الجهل نفسه ، أو مستغرباً أكثر من الغربيين أنفسهم ! ، هذا عدا أنهم يسعون لعقد اللقاءات  ، والندوات ، وورش العمل  التي تدعم أفكارهم  هنا وهناك  ، كل ذلك يتم برعاية وتأييد متواصل  يحظون به من عدة جهات غربية ! ،  و سيتبادر إلى أذهان العقلاء - فقط  - أسئلة منها : من أين يأتي لهم هذا الدعم ؟ وما طبيعته ؟ وماهي الأهداف  المًخطط لها والتي يسعون عبثاً لتحقيقها  ؟  ، وهل هناكَ أرقام يمكن رصدها فعلاً في هذا الصدد ؟!
ولعلنا نلقي الضوء على شيء من ذلك
  :  فقد تم صرف أرقام خيالية  من الدولارات الأجنبية لدعم الأجندة النسوية  والمضي قدماً لتحقيق أهدافها  من  خلال تقديم المنح  للأدوات المحلية  التي باعت دينها بعرض من الدنيا  ، ومحاولة خلخلة المنظومة الإسلامية وقولبتها  قيمياً ، وذلك من خلال  تذويب الكيان الأسري عملياً  ، ودفع المرأة  المسلمة إلى ميدان لا أخلاقي دون هوية تستند إليها !
فتوالت تلك الشنشنات  التي تسيدتها كلمات تنادي بحرية المرأة وتمكينها  من العمل ، زاعمين  أن نصف المجتمع معطل وهم يسعون لجعله يعمل مجدداً من خلال تحريرهم لها ! ، وكأن المرأة لاتعمل لدينا ، أو لايمكنها العمل حتى تتخلى عن ثوابت دينها ، علماً أن المرأة في بلادنا ولله الحمد تقبض راتباً كاملاً مقابل عملها ، وليس مايقارب 60%  مما يقبضه الرجل الغربي ، كما في أمريكا مثلاً :  ( حتى تحصل المرأة على نفس الراتب الذي يحصل عليه نظيرها الرجل يتوجب عليها أن تعمل طوال العام بالإضافة إلى أربعة أشهر أخرى  ! )   " مايكل  مور ، رجال بيض أغبياء "
فهل يسعى الغرب فعلاً  إلى تمكين المرأة العربية وتحريرها وتفعيل دورها ؟! ما تريده أمريكا من إطلاق هذا المشروع هو شيء آخر يتخفى تحت هذه الشعارات البراقة ،  يتلخص في ضرب مواطن القوة التي تحول دون اختراق المجتمعات الإسلامية ، ولا شك أن الأسرة الإسلامية المتماسكة هي أهم مواطن هذه القوة والمرأة المسلمة أحد أركانها  ، فكل المؤشرات تدل على أن الغرب يريد أن يسوّق إلينا قسراً قوانيناً تهدم كيان الأسرة ، بحجة أنه يريد أن يسوق إلينا الحضارة والديمقراطية !!
ولاشك أن هناك فلسفة غربية  تقف وراء ذلك ، لا تخفى  على كل من يريد تتبع الحقيقة ، وسأكتفي بإيراد قول صريح  للرئيس الأمريكي " نيكسون " خلال حملته الرئاسية   :     ( يجب أن نتذكر  أن الغرض الرئيسي  للمعونة الأمريكية ليس مساعدة الشعوب ولكنها مساعدة لأنفسنا )  "  تقييم أداء المعونة الأمريكية ، ماجد رضا ، صـ 97 "
ولتسهيل  وصول المعونات  قامت بعض الجهات التي سأذكرها لاحقاً بفتح مكاتب رسمية  لها في البلدان العربية ، والبعض الآخر تمارس أعمالها بالخفاء تحت صبغة ظاهرة محلية بيد أدوات خانت نفسها ودينها ووطنها من أجل الدولار ولاغير !
ومن أهم المؤسسات  التمويلية الدولية التي تربعت دولارتها في جيوب المرتزقة  :
1
- مؤسسة فورد فونديشن : وهي من أنشط المؤسسات التمويلية التي تدعم الحركة النسوية  والتي وصفها "  رفعت سيد أحمد"  بــ (  أخطر مؤسسات التجسس العلمي في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية )  " اختراق العقل المصري صــ 59  " ، ويؤيد ذلك ماطرحته  " سناء المصري "   في كتابها تمويل وتطبيع  ( هذه الإعانات ظاهرها المساعدة الإنسانية ، ولكنها في حقيقة الأمر  استخدمت هذه المساعدة لدعم بحوث ودراسات تقدم عن المجتعات التي يُراد اختراقها  حيث تنتهي  كلها إلى مكاتب المخابرات الأمريكية  ) صـ 66 .
وقد مولت  فورد فونديشن  سفر الناشطات إلى المؤتمرات النسوية العالمية ، وسخاؤها معلوم  لجميع العاملين  والعاملات في الحقل النسوي حيث بلغ إجمالي ماقدمته المؤسسة عام 2000م  7.5 مليار دولار  ، ويمثلها هنا مركز ابن خلدون الإنمائي برئاسة " سعد الدين إبراهيم "  الذي حاكمته الحكومة المصرية بتهمة تلقيه مساعدات أجنبية !!
2- منظمة الأمم المتحدة للتربية و والعلوم والثقافة  - اليونسكو : حيث تهتم  بتطوير مناهج التعليم لدينا ، وذلك بشرط  أن يتفق ذلك مع أجندة الأمم المتحدة ، و هذه المنظمة تدعم  من يأخذ بزمام الحديث عن مناهجنا - الدينية تحديداً – واتهامها  بدعمها للإرهاب  ، ويذكر " غراهام هانكوك " أن اليونسكو تنفق  من أجل ذلكَ  80% من ميزانيتها التي تبلغ 370 مليون دولاراً .
3-  الأميدست : هدفها نشر ثقافة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ، من خلال البرامج التثقيفية وتمويل الأبحاث ، وزاد اهتمامها في السنوات  الأخيرة بالبرامج النسوية  ، وقد حضرتُ ذلك شخصياً من خلال عدة حلقات نقاش  ودورات تثقيفية  تبجل الثقافة الغربية منها لقاء كان بعنوان ( اتجاهات الفتيات السعوديات  نحو قيم التحديث )  حيث تم عقد  مقارنة بين  مجتمعنا والمجتمعات الغربية المقدسة عند فاقدي الهوية وفاقدي القيم السوية كعبدة الدولار !
4- الوكالة  الأمريكية  للتنمية  الدولية – USAID :  وهي الوكالة الرئيسية التي تطبق المعونة الثنائية الأمريكية  ، وتقدم القروض والمنح للمشروعات في الدول العربية في مجالات عدة منها : المرأة  ، وهذه الوكالة  يقول عنها نبيل عبدالفتاح :  ( إن معوناتها ليست هبة  ، وأن هناك ثمناً  باهظاً دُفع ويُدفع ، وأنها مستودع  ضخم لنقل المعلومات  إلى أجهزة صنع القرار الأمريكي   ) " رفعت سيد  أحمد  ، علماء وجواسيس ، صـ 128 " .
5- برامج مبادرة الشراكة  الأمريكية الشرق أوسطية : حيث خصصت الولايات المتحدة مبلغ 2 مليار دولار ربعها ذاهبة لمشروعات نسوية ، بهدف تعزيز آليات المساواة بين الجنسين  ، والقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة  من خلال اتفاقيات ( الجندر ، السيداو  ) ،  وتعزيز الإحصاءات والعاملين في مجالها وذلك للحصول على صورة خاصة بالمرأة المسلمة في الشرق الأوسط وبالتالي بناء برامج خاصة لقولبة اجتماعية عبر بوابة المرأة ولاغير !
بل ويؤكد موقع (
 MEPI ) التابع لوزارة الخارجية الأمريكية :  أن  الفرص الحالية للتمويل  تتنوع مقادير المنح فيها ،  وتتراوح من فئة الاستجابة العاجلة (عادة من 200.000 إلى 900.000 دولار) إلى منح رئيسية أكبر على مدى عدة سنوات وبعدة ملايين من الدولارات عادة .
فالمرتزقة بالطبع لا يكون دخلهم  معتمداً على وضعهم المادي أثناء العمل ، بل يخططون لما بعد التقاعد  ، فانظروا إلى مايقول هانكوك :   ( ومن غير المستغرب  أن هؤلاء المرتزقة  الذين يأخذون أموالاً  عالية قد رتبوا  أمورهم لينتفعوا من هذه المزايا  ، حتى لو أعفوا من خدمتهم الأساسية ،  فعلى سبيل المثال  تصل الفوائد  لما بعد الخدمة   في المتوسط  لربع مليون دولار للفرد ) "  سادة الفقر ، هانكوك ، صـ45 "  .
وبعد هذه الأرقام والإحصائيات هل زال تعجبك من تجاوزات هؤلاء المرتزقة ؟    ولا أجد  لهم وصفاً أصدق من  تشبيههم بهواتف العملات فبقدر مايوضع في حصالتها  تزداد تجاوزاتها ، وبقدر(  دهن السير ) كما يُقال ،  تجد الطعن في المناهج الدينية وفي الثوابت والدندنة على قضايا المرأة  وغيرها ، لاسيما أن المثل الانجليزي يقول إن العجلة التي تصرخ كثيراً تُعطى شحماً !
بل إن بعض هذه الأدوات دافعت عن تلك الإعانات بوصفها بالبريئة وتساءلت بكل بجاحة :   ل ماذا نغلق الأبواب في وجه الدعم المادي  الغربي الذي يُراد به تطوير بلادنا ، ولماذا  ترفضون التحضر ، ولماذا تريدون قمع نسائكم و .. و ..الخ ،    ولن نجيبهم بأكثر من حقيقة واحدة لن يستطيعوا إنكارها تتمثل في :  أن  جميع القوى العالمية  تدرك الدور الكبير للمال  وتدرك  قدرته الهائلة  على تنفيذ أجندته الخاصة في البلاد التي يُنفق فيها ، ولا أدل على ذلك من  وقوف أمريكا بكل ما أوتيت من قوة أمام المؤسسات الخيرية الإسلامية حتى  لاتتصادم جهودها مع الجهود الصليبية  هناك ، حيث ضيقت عليها وعلى نشاطاتها بشكل كبير ، وأغلقت عدداً كبيراً منها ، والبقية أخضعتها للإشراف المباشر والمتابعة الدؤوبة ، فهل بلاد المسلمين أقل حرصاً على إسلامهم وسلامة شعوبهم من الصليبين على كفرهم ؟!

وختاماً  :
أؤكد على أن أمتنا الإسلامية اليوم في أشد الحاجة لاستحثاث همة صاحب القلم ، و صاحب العلم ، وصاحب الفكر ، بل ويمتد الأمر بعد الخاصة للعامة  ، ليقفوا جميعاً يداً واحدة ، وصفاً واحداً أمام تلك المحاولات البغيضة والتي تريد بنساء أمتنا الفساد والانحلال ، ولا سبيل إلى دحرها بعد اللجوء للمولى -  سبحانه -  واستمداد عونه إلا بالعمل الجاد الهادف وفق خطط مدروسة مبنية على تحليل الواقع واستشراف المستقبل ، لتكون الجهود في اتجاه واحد يجمعها هدف واحد  متمثل في تعرية جذور هذا النبت الفاسد قبل فروعه !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق