الاثنين، 14 مارس 2011

مشاهد خاصة من منتدى التنافسية الدولي







*( المداخلة الصوتية مرفقة في رابط اليوتيوب أعلاه )

عُقد منتدى التنافسية الدولي الخامس في الرياض  في الفترة  18-21 صفر لعام 1432هـ ، وتحت رعاية الهيئة العامة للاستثمار ،  وكان بعنوان : " الإبداع والابتكار لتنافسية مستدامة " ،  وهو منتدى سنوي يحضره نخبة من أصحاب الأعمال والمفكرين والقادة من مختلف دول العالم ،  لمناقشة القضايا ذات العلاقة بالتنافس الاقتصادي  ، ومنها اقتصاد المملكة العربية السعودية ، وهدفه لهذا العام طرح أفكار مبتكرة لمرحلة مابعد الأزمة الاقتصادية العالمية  التي وصل تأثيرها إلى جميع المؤسسات الاقتصادية على مستوى  التطبيقات  في القطاعات المختلفة .

وقد شرفتُ بحضور يوميه الأخيرين ، وكانت جلسات المنتدى بشكل عام جيدة ، وعميقة الطرح ، علمية الفكرة والعرض ، تتناول خبرات الدول المشاركة وقادة شركاتها العالمية المتميزة ، إضافةً إلى أصحاب المشاريع الناجحة ، وممن استضافهم المنتدى كقادة دول  توني بلير  رئيس وزراء بريطانيا السابق ، وبيل كلينتون رئيس الولايات المتحدة السابق ( مع تحفظي على بعض أطروحات الأخير ! ) .

ولمن أراد الاستزادة بشكل اكبر عن البرنامج كاملاً ، والمتحدثين ، فعلى الرابط التالي :




وبالأمس ، وفي يوم المنتدى الأخير كان ضيف جلسة الظهر الرئيسة معالي وزير العمل المهندس عادل فقيه ، تلاها جلسة نقاش بعنوان  : " مهارات جديدة لوظائف جديدة " ، كان هو أحد ضيوفها مع مجموعة متحدثين ، كنتُ أترقب أن يشار إلى العمل عن بعد كاستراتيجية لمهارات الوظائف الجديدة ، ولكن لم يشار إلى ذلك ، فآثرتُ طرحها عبر أسئلة المداخلات التي حُدد وقتها بدقيقة فقط لكل مداخلة .

طلبتُ المداخلة لفترة طويلة ، وأصريتُ على ذلك ، فأتيحت لي كمداخلة قبل أخيرة ،  طرحتُ فيها سؤالي الذي انطلق من أعداد العاطلين عن العمل من السعوديين ،حيث بلغت 448.547 عاطلاً ، وذلك بحسب إحصائية صادرة عام 2009 م ، وأكدتُ على أنَّ العمل عن بعد يعد من  الحلول الناجحة التي تقضي على البطالة لدينا ، لاسيما للمرأة السعودية ، فهو يكفل لها خصوصيتها ، وتكمن أهميته أيضاً في قلة الوظائف المطروحة في ظل احتياجها للعمل ، ويتيح لها فرصة التوفيق بين ممارستها للعمل ورعاية شؤون أسرتها ، فهل لوزارة العمل آلية لتفعيله ، وتبنيه ، إضافةً إلى القطاع الخاص ومنتدى التنافسية في أعوامه المقبلة ليناقشه ، لاسيما أنه سيكفل للمرأة ممارسة دورها الأسري بنجاح ، فالمرأة كما تعلمون هي نصف المجتمع وهي من تعدّ النصف الآخر .

وكنتُ أودَّ الاستشهاد بتجارب الدول الناجحة في هذا المجال ، كأمريكا وبريطانيا وكندا واليابان وغيرها، إضافةً إلى الدراسات العلمية  التي أكدتْ أن تطبيقه له عوائد متعددة منها : قلة الازدحام المروري الذي تعاني منه مدننا الكبرى ، ويحد من الهجرة للمدن بحثاً عن الوظائف ، ويسبق ذلك كله مناسبته للمرأة بشكل كبير ، فهو يوفر لها بيئة عمل آمنة بعيدة عن الاختلاط ، وساعات عمل تمارسها في الزمن الذي يناسبها ، ومن المكان الذي تتواجد فيه بقرب أسرتها .

وقد أجاب وزير العمل على التساؤل : مؤكداً اقتناعه بتفعيل آليات العمل عن بعد ، وأنَّ وجودها مهم جداً ، وأفاد بأنه قد  قدم ورقة عمل قبل 5 سنوات في منتدى جدة الاقتصادي يدعو فيها للعمل عن بعد ، وتبني آليات مناسبة لتفعيله ، وأكدَّ أنه من موقع المسؤولية سيبذل الجهد لتفعيله .

فالله الحمد أننا رأينا تعقيب الوزارة على هذا المشروع ، وترحيبها به بعد تجاهل ، فماتبقى تفعيله على أرض الواقع بعد تبنيه في أوراق العمل ، وهو الأمر الذي نطالب به وننتظره  .

وهذا دليل نجاح على تعدد المطالبات به والاحتساب في ذلك ، من خلال  عدد من المنابر الإعلامية على الشبكة العنكبوتية وقنوات اليوتيوب الفاعلة ، وحضور المنتديات التي تقام في هذا الشأن ، وإقامة الندوات التي تطالب به ، وزيارة المسؤولين ومناصحتهم ، وهو أكبر ردّ على بعض مستكتبي الصحف الذين همشوا أهمية العمل بعد وقللوا منها ، بل منهم من استهزأ بها ، وروج بالمقابل لأعمال لاتناسب المرأة السعودية ، وشنَّع على من وقف ضد عمل المرأة كاشيرة  ، ومجّد مضيفة الطيران والفارسة وغيرها !
وحالهم الآن بعد تصريح الوزير كما قال الشاعر :

أغاظه الصبح أنْ قد بان مبتهجاً           ***      أماته الله في ثوب الأسى كمداً !

فهنيئاً لكل محتسبٍ غيور ، يدافع عن الحق ويسعى لنصرته ، خدمةً لدينه ، وإسهاماً في تنمية وطنه تنمية حقيقية من خلال الدعوة لمشاريع وطنية رائدة .

                                                             قمراء السبيعي
صباح الأربعاء 22صفر 1432 هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق