" فعلٌ واحد خيرٌ من 100 وعد "
، عبارة نصح وجهتها اليابانية ( رايكو أوشيدا ) في كتابها ( رحلة نحو القرن الحادي العشرين ) الموجه لجمهور الشباب ، رددتُ ذات العبارة بإضافة صفر لها عند علمي بنبأ تخصيص مركز وطني يستهدف فئة الشباب ، فكم هي الوعود الحافلة بالخطط والمشاريع التي تستهدف شريحة الشباب من الجنسين ذهبت أدراج الرياح ، ولم تكن سوى عبارات إعلامية وشعارات رنانة لم تلبث إلا أن انتهت قبل أن تبدأ على أرض الواقع ، منهيةً معها طموح شبابنا ، ومتجاهلةً تسليط الضوء على مشاكلهم ومعاناتهم ، ومغلقةً الأبواب في وجوههم قبل أن تُفتح لهم !
، عبارة نصح وجهتها اليابانية ( رايكو أوشيدا ) في كتابها ( رحلة نحو القرن الحادي العشرين ) الموجه لجمهور الشباب ، رددتُ ذات العبارة بإضافة صفر لها عند علمي بنبأ تخصيص مركز وطني يستهدف فئة الشباب ، فكم هي الوعود الحافلة بالخطط والمشاريع التي تستهدف شريحة الشباب من الجنسين ذهبت أدراج الرياح ، ولم تكن سوى عبارات إعلامية وشعارات رنانة لم تلبث إلا أن انتهت قبل أن تبدأ على أرض الواقع ، منهيةً معها طموح شبابنا ، ومتجاهلةً تسليط الضوء على مشاكلهم ومعاناتهم ، ومغلقةً الأبواب في وجوههم قبل أن تُفتح لهم !
إن تقدم أية دولة يقاس ولاشك بتقدم شبابها ، وتطورهم ، وتميزهم ، وحضورهم الفاعل في شتى مناحي التنمية ، فكيف لنا أن نصل إلى كل ذلك وبشكل يرضي طموحاتنا وآمالنا ، ونحن نرى أعداد شبابنا من الجنسين في ازدياد مقابل تدني مستوى الاهتمام بهم ؟!
فتعدادهم بحسب مصلحة الإحصاءات العامة والسكان بلغ في المرحلة العمرية مابين ( 15- 19 ) ما يقارب المليونين ، وتجاوز الثلاثة ملايين ونصف في المرحلة العمرية مابين ( 20 -29 ) ، أي ما يقارب (30%) من إجمالي تعداد السعوديين والبالغ عددهم ] 18.543.246[ (الإحصاءات السكانية لعام 1429هـ ، جدول (2) ، ص62 ) ، فمن لهذه النسبة التي لا يستهان بها ؟! كيف السبيل إلى إشباع حاجاتهم النفسية ، والبدنية ، والاجتماعية ، وصولاً للأمن الفكري ، والعقدي ، والحفاظ على هويتهم ، وغرس الانتماء لوطنهم ، ومراعاة خصوصيتهم ؟! والتي بلا شك إن إهمال أي منها يلقي بتبعاته على الوطن بأسره، إن لم يوجه توجيههاً سليماً وعلمياً لاسيما في ظل التغيرات ، والمستجدات ، والتحديات العالمية التي تحيط بوطننا .
فتعدادهم بحسب مصلحة الإحصاءات العامة والسكان بلغ في المرحلة العمرية مابين ( 15- 19 ) ما يقارب المليونين ، وتجاوز الثلاثة ملايين ونصف في المرحلة العمرية مابين ( 20 -29 ) ، أي ما يقارب (30%) من إجمالي تعداد السعوديين والبالغ عددهم ] 18.543.246[ (الإحصاءات السكانية لعام 1429هـ ، جدول (2) ، ص62 ) ، فمن لهذه النسبة التي لا يستهان بها ؟! كيف السبيل إلى إشباع حاجاتهم النفسية ، والبدنية ، والاجتماعية ، وصولاً للأمن الفكري ، والعقدي ، والحفاظ على هويتهم ، وغرس الانتماء لوطنهم ، ومراعاة خصوصيتهم ؟! والتي بلا شك إن إهمال أي منها يلقي بتبعاته على الوطن بأسره، إن لم يوجه توجيههاً سليماً وعلمياً لاسيما في ظل التغيرات ، والمستجدات ، والتحديات العالمية التي تحيط بوطننا .
وانطلاقاً من هذا التوجه تمَّ إنشاء ( المركز الوطني لأبحاث الشباب ) ، وهو المركز الوطني الوحيد الذي يُعنى بفئة الشباب من الجنسين ، ومقره جامعة الملك سعود ، ويرأس مجلس إدارته أ.د.عبد الله بن عبد الرحمن العثمان – مدير الجامعة - ، ويعاضده أ.د صالح بن عبد العزيز النصار – الأمين العام للمركز - ، إضافةً إلى عدد من النخب الأكاديمية ، ومئات من المتطوعين ، وبمشاركة عدد من الجهات المساهمة في مبادرات من أجل الشباب ، وعلى رأسها : مشروع الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله - ، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، ويهدف المركز إلى :
- إجراء الدراسات والبحوث العلمية المتخصصة في مختلف قضايا الشباب ، بواسطة المتخصصين في المركز ، أو بالتعاون مع جهات بحثية متخصصة .
- رصد القضايا والظواهر والمشكلات الاجتماعية المرتبطة بالشباب وتأثيراتها المتوقعة، ووضع المقترحات والتوصيات بشأنها .
- إجراء البحوث التقويمية المتعلقة بالشباب للتعرف على مواطن التميز أو القصور ووضع الفرضيات والحلول العملية والعلمية لها .
- دراسة وضع مشروع وطني للشباب يهدف إلى تعزيز أوجه الرعاية التي يحتاجها الشباب والتعامل مع قضاياهم .
- وضع قواعد للمعلومات والبيانات لكل ما يتعلق بالشباب في المملكة العربية السعودية ، والعمل على تحديثها وتبادلها بين كافة الجهات المهتمة بالشباب .
وبالنظر إلى هذه الأهداف الرائدة ، يحدونا الأمل الذي تعاضده الجدية والغيرة على الوطن وشبابه ، أن يتم تسليط الضوء على قضاياهم ، ومشكلاتهم ، ولعل في مقدمتها مشكلة البطالة التي أكدها التقرير الأول لمنظمة العمل العربية الصادر في سبتمبر 2008 م ، مشيراً إلى أن نسبة البطالة في العالم العربي بلغت أكثر من (25% ) ، ويصفها التقرير بأنها الأعلى في العالم ، والأمر ذاته ينسحب على المملكة العربية السعودية ، وبنظرة لسوق العمل لدينا فالطلب لا يتيح الحصول على فرص وظيفية سوى لـ ( 30 ) ألف شاب وشابة ، بينما العرض يتجاوز الـ (100) ألف سنوياً ، وبالتالي سيكون هناك (70) ألف شاب وشابة عرضة للبطالة سنوياً (الإسلام اليوم ، 8 - 9- 1429 هـ ) ، والمشكلة في ازدياد بتزايد أعداد الخريجين والخريجات وتكدس العرض أمام ضعف الطلب !! ولم نسمع بحل لهذه المعضلة التي تؤرق مستقبل شبابنا قبل فتياتنا سوى تصريحات تفيد : أن السماء لا تمطر وظائفاً !! فأين الحلول الإجرائية التي نراها انعدمت أمام أمثال هذه التصريحات المثبطة ؟! أين الاستفادة من التجارب العالمية التي عالجت الشأن ذاته ، كالتجربة السنغافورية التي تستورد كميات كبيرة جداً من البترول ،في حين أنه لا يتجاوز استخدامها سوى ( 10%) ، بينما بقية الـ (90% ) يتم تحويلها إلى صناعات مختلفة ، بل وتصدر مرة أخرى إلى الدول التي استوردت منها البترول ! ( المرجع السابق ) ، مما يعود بالفائدة من جهتين : الانتعاش الاقتصادي ، وإتاحة الفرص الوظيفية المتعددة للشباب .
ولعلّ الأمل معقود على المركز الوطني لأبحاث الشباب أن يضع دراسة هذه المشكلة من أولويات اهتماماته ، وتقديم الحلول الإجرائية القابلة للتنفيذ على أرض الواقع ، وذلك بالتعاون مع جميع مؤسسات مجتمعنا ، لاسيما أنه في أحضان هذه المشكلة تولد الجريمة وتترعرع ، مصاحبةً فقدان الهوية ، وتزعزعها في ظل انعدام الموجه ، فكم من الشباب العاطلين عن العمل أصبحوا أداةً تطوعها تيارات عدة كيفما تشاء من تكفيرية ، وتغريبية ، حاربت الانتماء إلى الوطن في العلن قبل السر !
ولعلي أختم بتوجيه دعوتين :
الأولى : إلى جميع جامعاتنا ، ومؤسساتنا التعليمية ، والاجتماعية أن تحذو حذو جامعة الملك سعود في إنشاء مراكز مماثلة تتسق أهدافها مع أهداف شباب الوطن وتطلعاته ، وإن لم يتيسر ذلكَ في الوقت الراهن ، فإن أضعف الحيل أن يمدوا يد العون لهذا المركز الناشئ .
الثانية : إلى جميع فئات المجتمع التي لابد أن يكون لها دورٌ فاعل في نشر أهداف المركز الوطني لأبحاث الشباب ، على مستوى الأسر ، والمدارس ، واللقاءات الاجتماعية ، والمراكز الصيفية التي نحن على أعتاب افتتاحها ، وإلى أصحاب المواقع الالكترونية التي تُعنى بفئة الشباب أن تعلن عن هذا المركز وموقعه الالكتروني ، وأهدافه ، ودوراته ونشاطاته التي يسعى جاهداً إلى تقديمها .
فالغاية السامية تتمثل في إصلاح جميع شؤون الشباب من الجنسين ، وانتشالهم من الفراغ الفكري الذي يحيط بهم ، والسعي لإكسابهم تعاليم دينهم على الوجه الصحيح ، وغرسها في نفوسهم ، والانتماء لوطنهم ، والحفاظ على هويتهم ، وصولاً لنضجهم الاجتماعي ، ووعيهم بالأدوار المناطة بهم . فهل نرى تعاضد الجميع في السعي لبلوغها ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق