الجمعة، 18 فبراير 2011

السعودية في المركز الأخير مع تشاد واليمن !





نشرتْ صحيفة الوطن في عددها الصادر ليوم الثلاثاء الماضي بتاريخ 20-11-1429هـ خبراً بعنوان :  " تقرير دولي يضع المملكة في المراكز الثلاثة الأخيرة مع تشاد واليمن " ،
 والتقرير المذكور صادرٌ عن المنتدى الاقتصادي العالمي " دافوس " لعام 2008 م لقياس مؤشر الفجوة بين الجنسين ، وقد أكدَّ التقرير في نتائجه على حصول  المملكة على أحد المراكز الثلاثة الأخيرة مع تشاد واليمن  ، وقاس التقرير المساواة بين الجنسين والفجوة بينهما في المجتمع ، مركزاً على مستوى الحصول على التعليم ومستوى مشاركة الإناث الاقتصادية والتعليمية والسياسية للذكور .

ولديّ هنا علامة تعجب قد تكبر إجحاف هذا التقرير أو تزيد ! هل النتائج التي وصلت إليها المملكة وأكدتها لغة الأرقام مؤخراً مُسحتْ من على سطح  الخارطة الفكرية العالمية ! أم أنَّ هناكَ أيدٍ خفية تحاول حجب كل تقدم لنا يخص المرأة وتسعد بذلك ! ، لن استرسل في العبارات الإنشائية العاطفية لإنكار ماجاء في هذا التقرير من نتائج ، ولكن سأكتفي بلغة الأرقام الصادرة من جهة رسمية – وزارة الاقتصاد والتخطيط – في تقرير التنمية البشرية  الأخير رداً على المجالات التي اعتمدت عليها نتائج  تقرير دافوس:


في مجال التعليم :
- يؤكد تقرير التنمية البشرية أنه تمَّ سدَّ الفجوة في مؤشرات القيد بين الجنسين في المرحلتين الثانوية والجامعية ، وتمكنت المملكة بخلاف العديد من الدول من تقليص الفجوة بين الجنسين في مجال التعليم بشكل سريع ، حيث بلغ معدل الفجوة بين الجنسين في المرحلة الابتدائية (1.03%) ، والثانوية (1.03%) ، والجامعية (0.09%) ، وفي جميع المراحل (1.11%) . ( تقرير التنمية البشرية – ص148-150)
- يقدر متوسط معدل النمو السنوي لإجمالي قيد الإناث في جميع مستويات التعليم خلال الفترة من 1395- 1422هـ ، بنحو (8%) مقارنة بـ (4.2%) لقيد الذكور . ( تقرير التنمية البشرية – ص148-149)
- تحتل المملكة في مجال تعليم المرأة المرتبة الثامنة على مستوى الدول العربية بنسبة (62.8%) . ( صحيفة الرياض ، 1-4-1429هـ ،عدد 14532 )

في مجال الاقتصاد والعمل :
- ارتفعت نسبة مشاركة الإناث في سوق العمل – وخاصة المتعلمات – حيث بلغت (78.5%) لحاملات الدبلوم ، (75.6%) لحاملات البكالوريوس ، مما يمثل مؤشراً إيجابياً عن إسهام المرأة السعودية في النشاط الاقتصادي .( تقرير التنمية البشرية – ص148)
- تقدر نسبة السعوديات اللاتي يعملن في مجال التعليم (82.7%) ، وتقدر نسبة العاملات في مجال الصحة  والعمل الاجتماعي بنحو (7.5%) ، أما نسبة العاملات في القطاع المصرفي تبلغ (20%) . ( تقرير التنمية البشرية – ص 154)
- انضمت (20 ) سيدة سعودية  إلى منظمة سيدات الأعمال في العالم العربي ، والمنبثقة من منظمة سيدات الأعمال العالمية والتي تشترك فيها ( 200) سيدة ، إضافة إلى أن إجمالي ما يمتلكنه النساء السعوديات يبلغ (40%) من الثروة الخاصة في المملكة العربية السعودية . ( صحيفة الرياض ، 1-4-1429هـ ،عدد 14532 )

وأتساءل هنا بعد هذه المحصلة الإحصائية  الإيجابية، أين التقرير من كل هذه الإنجازات ؟! لمَ لم يرجع معدوه – إن كانوا منصفين - إلى الجهات الرسمية المخولة بحصر هذه الإحصائيات ؟! ولماذا تجاهل التقرير عدم وجود أي فجوة  في المملكة بين أجور الذكور والإناث في القطاع العام ؟ ألم يقارنها بما يحصل لديهم في الغرب كما يذكر " مايكل مور " في كتابه -رجال بيض أغبياء : أنه يتوجب على المرأة الغربية حتى تحصل على راتب مماثل للذكر أن تعمل طوال العام إضافةً إلى  أربعة أشهر أخرى ! ، وأتساءل بتعجب  أكبر : لماذا تسبقنا الدول الأخرى التي تجاوزتها المملكة بكثير َ في الفجوة بين الجنسين في قطاع التعليم والاقتصاد والعمل  في  ترتيب هذا التقرير المجحف !

بل إنَّ التقرير قد لقيَ تفنيداً مجحفاً من قبل بعض مثقفينا السعوديين ،  وتمَّ عزو أسباب نتائجه  غير المستغربة - بالنسبة لهم -  إلى سياسة العزل بين الجنسين ! ملقين باللوم على جبال من الحواجز الوهمية التي ظلمت المرأة السعودية  ، دون سؤال بسيط عن المعايير أو الإحصائيات التي اعتمد عليها التقرير، ومن المفارقة الطريفة أنَّ نتائج الإحصائيات السعودية المعتمدة تصب لصالح الإناث في كثير من الأحيان ، فهل اطلَّع مدعيّ نصرتهن عليها أم اكتفوا بتسطيح الحقائق !

ألم يدرك هؤلاء المثقفون السبب الذي جعل الجمعية القومية للتعليم العام بأمريكا  تتبنى دعوة الفصل بين  الجنسين ، حيث زاد عدد المدارس في عام 2008 م المطبقة لنظام الفصل إلى (323) مدرسة منتشرة في (12) ولاية ، بعد أن كانت لاتتجاوز ( 4) مدارس فقط عام 1998م !
بل أين هم مما ذكرته رئيسة الاتحاد الأمريكي للإتحاد التعليمي النسائي الجامعي " إليكس مكي " بأن البنات يعاملن على الصعيد التعليمي – كمواطنات – من الدرجة الثانية في بيئة التعليم المختلط ! " ، بل وتؤكد الباحثة البريطانية في صحيفة التايم " جانيت ديلي " أن الاختلاط بين الجنسين ماهو إلا مؤامرة معادية للإناث ! ". ( الاختلاط وأثره في التعليم – ص28-29 ) فأين هم من ذلكَ كله ياترى  ؟!

وختاماً أؤكد أنَّ المرحلة الحالية التي يمر بها مجتمعنا تجبرنا على الالتزام أكثر بتشريعاتنا  وتعاليمنا الإسلامية ، لا العكس كما  ينادي به البعض بدعوى متغيرات العصر!

عودوا إلى النَّبعِ الأصيلِ فإنهُ ......... عذبٌ زلالٌ سلسبيلٌ هاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق